ما وراء الجنون: كيف يمكن للقطط أن تسحر عقولنا
moohim | لكل شيء مهم moohim | لكل شيء مهم
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

المحرر / أهلا وسهلا بكم

ما وراء الجنون: كيف يمكن للقطط أن تسحر عقولنا

طفيليات توكسوبلازما & Toxoplasma
طفيليات توكسوبلازما Toxoplasma


هل سألت نفسك يوماً ما سبب محبتك للقطط, رغم أن الدراسات أثبتت أن القطط مختلة عقلياً, حيث توصل باحثون بجامعتي ليفربول وجون مورس إلى نظرية جديدة تفيد بأن جميع القطط تعاني من اعتلال عقلي بشكل من الأشكال, جاء ذلك الاكتشاف بعد تطويرهم أداة أسموها "CAT_Tri" وهي استمارة تضم من 46 سؤلاً يجيبها مقتنو القطط لتقييم الجنون, لكن المحير في الأمر أننا بعد كل هذا نحب القطط فما السبب يا ترى؟

هل هناك شيء آخر وراء هذا العشق؟ هل هناك تأثير نفسي غامض يتلاعب بعواطفنا ويقودنا للارتباط بهذه الكائنات الرقيقة؟ هل هناك قوة خفية تعمل كالخيوط الخفية لتوجيه مشاعرنا نحو القطط؟

في هذه المقالة، سننتقل إلى أعمق الأبحاث ونكشف عن الأسرار المحيطة بمحبتنا للقطط. سنستكشف تفاصيل دراسات جديدة ونلقي نظرة على النظريات العلمية لفهم هذه العلاقة الفريدة بين الإنسان وحيوان القطة. دعونا نستعد للغوص في هذا العالم الغامض الذي يجمع بين علم النفس وعلم الحيوان والعلاقات الإنسانية.


القطط والعقل: كيف تتحكم الكائنات الطفيلية في عواطفنا وسلوكياتنا؟


هناك نظرية ما زالت تحت الدراسة حول مرض لا ينقله سوى القطط يتكاثر في أمعائها ويسمى المقوسات (Toxoplasmosis), يتلاعب بأدمغة الفئران بزيادة إنتاجية الدوباميين المسئول عن السعادة فتقل بذلك نسبة الخوف لدى الفئران من القطط, لكن الفئران ليست الوحيدة, فالإنسان أيضاً معرض كذلك للإصابة بهذا الطفيلي, لذلك عندما نتعامل مع القطط تزداد كمية ضخ الدوباميين ما يجعلنا أكثر سعادة.إنها قدرة هذه القطط على أن تسحر عقولنا بهذا الطفيلي الذي يستوطن عقولنا.

يبدو أن الكائنات الطفيلية التي تسيطر على العقل, مثلها مثل الأشرار في أفلام الرعب التي تنتجها صناعة الأفلام, إنه خيال قريب من الحقيقة إلى حد ما بما يخص الطفيليات, فلا تفكر ما سنتحدث عنه خيال علمي أو ضرب من الجنون بل حقيقة مؤكدة علمياً, دعنا نخبرك بتفاصيل أكثر.

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة, أن تلك الكائنات وحيدة الخلية والذي تسمى "توكسوبلازما جوندي Toxoplasma gondii",هي واحدة من أكثر الطفيليات شيوعًا في العالم, حيث تصيب ما يقارب من أربعين مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها كل عام.

ويعتقد الخبراء بأن معظم حالات العدوى بهذه الطفيليات, توكسوبلازما جوندي (T. gondii) والمعروف بمرض القطط أو داء المقوسات, تنتج أعراض خطيرة لدى الشخص المصاب بها, فالبحوث الجارية بهذا السياق تحمل الكثير من الإثارة, حيث ربط الخبراء مجموعة كبيرة من التغيرات السلوكية التي تطرأ على الإنسان والحيوان, من زيادة حالات الانتحار والأمراض النفسية المتعلقة بانفصام الشخصية والسلوكيات النفسية الخطرة سببها تلك الكائنات الطفيلية التي تستوطن الجسد.

كيف يتمكن كائن طفيلي وحيد الخلية السيطرة على دماغك وتغير سلوكك
مرض القطط أو داء المقوسات

كيف تتم الإصابة بعدوى توكسوبلازما جوندي؟

تصيب طفيليات "توكسوبلازما جوندي" معظم أنواع الحيوانات ذات الدم الحار, في الفئران على سبيل المثال، من المعروف أن الإصابة بعدوى هذا الطفيلي تتسبب في تقليل الخوف من الحيوانات المفترسة، مثل القطط ليصبح الفأر اقل خوفاً من القطط، فمن المرجح أن يؤكل وينتهي به الأمر في أمعاء القطط المنزلية.

تعتبر القطط المنزلية العوائل الأساسية لهذا الطفيلي, حيث تتكاثر تلك الطفيليات "توكسوبلازما جوندي" داخل أمعائها, لكنها تبقى ناقصة النضوج حتى تفرز بويضاتها القطط عبر برازها, لتنتظر مضيفاً آخر من ذوات الدم الحار كالإنسان أو بعض الحيوانات, لتنضج تماما تلك الطفيليات "توكسوبلازما جوندي" ويتضاعف عددها.

تبقى بويضاتها خاملة إلى مدة قد تصل إلى عام كامل, وبمجرد أن يلامس المضيف هذه البويضات عن طريق أكل أشياء ملوثة ببويضات هذا الطفيلي مثل شرب مياه أو شرب الألبان بدون غليها أو أكل لحوم ملوثة بهذا الطفيلي "توكسوبلازما جوندي" تنمو مرة واحدة وبأعداد كبيرة.

تظهر الإصابة بعدوى "توكسوبلازما جوندي" بأعراض تشبه الأنفلونزا العادية لبعض الأشخاص, كالإرهاق والإعياء الشديد وارتفاع في درجة الحرارة والصداع والتضخم في الغدد الليمفاوية, لكن الغالبية العظمة لا تظهر عليهم أعراض الإصابة.

تكون أعراض الإصابة بهذا الطفيلي "توكسوبلازما جوندي" خطيرة فقط لدى الأطفال حديثي الولادة, إن كانت الأم مصابة به, وكذلك اللذين يعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية.

كيف يتمكن كائن طفيلي وحيد الخلية السيطرة على دماغك وتغير سلوكك
كائن دقيق يسيطر على الدماغ التوكسوبلازما 

كيف يمكن لهذا الكائن الدقيق أن يسيطر على الدماغ ؟

يقول مايكس فوكس مؤلف الدراسة والأستاذ في معهد الأبحاث "فرالين" الطبية وحسب ما نشر في مجلة GLIA الكثير من علماء الأعصاب يعملون حالياً على دراسة العدوى بهذا الطفيلي لفهم كيفية التأثير على الاستجابة المناعية للدماغ, ولتحديد ما يقوم به من برمجة للدماغ, وما ينتجه من تغيرات في سلوك المصاب, وكيف تؤدي طفيليات "توكسوبلازما جوندي" إلى الخسارة الكبيرة في الإشارات المثبتة في الدماغ .

أظهرت الأبحاث السابقة الذي قام بها العلماء, ما تفعله عدوى "توكسوبلازما جوندي" داخل أدمغة الفئران من تغيرات في مستوى الأنزيم الرئيسي في الخلايا العصبية الضرورية لتوليد الناقلات العصبية, ما يؤدي إلى فقدان التشابك العصبي المثبط في داخل القشرة المخية الحديثة والحُصين, كما لاحظ العلماء أن أجسام الخلايا العصبية لأدمغة الفئران أصبحت محاطة بخلايا دماغية أخرى, ما أدى هذا إلى منع إشارات التواصل بين الخلايا بعضها ببعض.

يقول علماء الأعصاب برغم أن هذه الدراسة قد أجريت على الفئران, ليس من الواضح لديهم بأن هذه النتائج تنطبق كذلك على أدمغة الإنسان, لكن من الملاحظ أن تلك النتائج تتوافق حين يصاب الإنسان بعدوى هذا الطفيلي "توكسوبلازما جوندي" فقد تظهر لديه اضطرابات نفسية .

وقد تم إثبات أن طفيليات "توكسوبلازما جوندي", تحدث عند المصابين بها تغيرات سلوكية مما تجعلهم أكثر تهوراً وأقل خوفاً وأكثر عرضة لارتكاب حوادث السيارات.

أظهرت دراسة حديثة بأن هناك صلة بين من يرتكبون حوادث السيارات, والإصابة بعدوى "توكسوبلازما جوندي" بالمقارنة مع نظرائهم الأصحاء, وبينت الدراسة وجود احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية كالانفصام بشخصية عند المصابين بعدوى هذا الطفيلي.

فقد تبين انه يرفع من مستويات الدوباميين داخل الدماغ, ولان الدوباميين ناقل عصبي أساسي في معالجة الخوف والحركة, مما أعطى العلماء تفسيراً واضحاً لهذه الاضطرابات السلوكية, التي تحدث عند المصابين بعدوى "توكسوبلازما جوندي"


في نهاية هذه الرحلة إلى عالم القطط وعجائبها، نجد أن الجنون الذي يبدو أننا نعيشه مع هذه الكائنات الرقيقة ليس سوى مظهر آخر من مظاهر الجمال والغموض في عالمنا. إنها العلاقة التي تجمع بين الإنسان والقطة، والتي تعبر عن نمط حياتنا ومشاعرنا بأشكال لا تصدق.

ربما تعلمنا أن القطط تعاني من اعتلال عقلي، ولكن هذا لم يثنينا عن حبنا العميق لها. إنها الطريقة التي تجعلنا نشعر بالسعادة والراحة في وجودها، والكائنات الطفيلية في أمعائها تبدو وكأنها جزء لا يتجزأ من هذا السر الغامض.

في نهاية المطاف، إنها تذكير بأن العلاقات بين البشر والحيوانات ليست فقط بنيانًا على العقل والمنطق، بل هي أيضًا عناقيد من المشاعر والألوان والأشياء التي لا يمكن تفسيرها. تذكير بأننا جميعًا جزء من هذا العالم الكبير الذي يحتضننا معًا، بغض النظر عن كائناتنا المفضلة.

عن الكاتب

مدير التحرير علاء إرشي "جودة" كاتب ومصمم محتوى مستقل حاصل على شهادات جامعية في الإعلام والعلاقات العامة, أعمل حالياً في التصميم والتدوين الإلكتروني والكتابة الإبداعية والأدبية والتسويق الإلكتروني والتحليل الرقمي وإدارة الصفحات الإلكترونية ومالك حصري لموقع moohim.com

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

moohim | لكل شيء مهم