ربما يكون أحد منا قد جرب يوما الدخول إلى أحد مراكز التسوق ليشتري ربطة خبر أو مشروب غازي, ولكنه يجد نفسه قد اشترى أشياء أخرى لم تكن ضمن أهدافه قبل أن يدخل مركز التسوق, وربما يجد نفسه محظوظاً إن قام بشراء السلعة التي دخل لشرائها من داخل مركز التسوق هذا, وإلا قد يضطر للعودة مرة أخرى إلى ذاك المحل لشراء ما كان باحتياجه أول مرة, إذا كيف يحصل ذلك !!؟
دعونا نتعرف على الحيل والخدع التي يمارسها أصحاب مراكز التسوق, كي نشترى أكثر ما نريد أو نشتري سلع لا لزوم لها حين ندخل مصيدة الشراء.
حيل يمارسها أصحاب مراكز التسوق
1. تأثير ديديروت
إن تأثير ديديروت ببساطة هو أن تشتري شيئاً جديداً فيجعلك هذا الشيء الذي اشتريته حديثاً ترى كل ما تمتلكه من قبل قديما, لينتهي بك الأمر إلى تغيير كل حاجاتك القديمة واستبدالها بأشياء جديدة.
سمي هذا التأثير على اسم فيلسوفا فرنسيا يدعى "دينيس ديديروت", لم يكن غنياً ولكنه حين امتلك المال وأصبح غنياً قام بشراء معطف قرمزي, هذا المعطف كان مختلفا تماماً عن كل ما كان يمتلكه من قبل, ما اجبره في النهاية الى استبدال جميع ما لديه بأشياء جديدة.
كيف تقاوم هذا التأثير؟
قبل شراءك سلعة جديداً حاول أن تفهم جيداً هل قمت بربط أي أمل أو توقع ما بسلعه الجديدة التي اشتريتها, على سبيل المثال هل أردت شراء هاتف ذكي مثلاً كي تبقى على اتصال بالجميع وتنجز أعمالا أكثر, أم لأنك تريد الحصول على ترقية وزيادة راتبك؟
حاول أن تفهم جيداً ما هو الهدف من شراءك هذا الشيء قبل شراءه, وما هي الفائدة التي ستعود عليك حين تمتلك هذا الشيء, وإن لم تجد فلا داعي لشرائه.
2. تأثير المتعنت
عندما تقوم بشراء سلع لا يشتريها الآخرون لتظهر أنك متميز عن من هم حولك, إن كانوا أصدقاء أو زملائك بالعمل فهذا ما يمسى تأثير التعنت, لا شك إننا في كثير من الأحيان نحاول أن نظهر متميزين من خلال ملابسنا بهدف جذب الانتباه أو الاهتمام, ولكن الزيادة والمبالغة بالمظهر والامتلاك بغرض التباهي له عواقبه الوخيمة على محفظتك.
كيف يمكننا أن نقاوم هذا التأثير ؟
قم بإعداد قائمة بالأشياء التي ترى نفسك متميزاً ومبدعاً بها, ستجد في النهاية أن القائمة كبيرة, عليك أن تعي بأن الجزء المتعلق بالمظهر ليس هو السبب الداعي للفخر, قد يكون مثلا أسلوب حديثك وشخصيتك الرائعة والممتعة هما من يجعلاك متميزا ومحور انتباه الآخرين.
 |
| حيل تخدعنا بها مراكز التسوق |
3. تأثير عربة السيرك
هذا التأثير هو عكس تأثير المتعنت, يحدث حين نشتري سلعة ما فقط لأنها موضة, والكل مقبل عليها ويشتريها, ربما تكون هذه السلعة لا تناسبك ولا تناسب أسلوب حياتك أو ربما لا تنفعك بشيء, لكنك تقوم بشرائها فقط لان الآخرين مقبلين عليها ويشترونها فقط تماشياً مع الموضة.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير ؟
قبل شراءك هذه السلعة من أحد مراكز التسوق أسأل نفسك, ترى لماذا أريد شراء هذه السلعة؟ ربما تحتاجها فعلا, وربما تكون قد وقعت تحت تأثير عربة السيرك انتبه.
4. تأثير المستقبل
اغلبنا يحب أن يكون ايجابيا لهذا نحن نشتري أحيانا ملابس فقط للمستقبل, مثلا نقوم بشراء تنوره أو بنطال بمقاس أصغر لأننا نعتقد أنها ربما تشجعنا أو تدفعنا لممارسة حمية غذائية لإنقاص الوزن, وأشياء أخرى نشتريها نضع بها آمالا مثل شراء زوج أحذية للقاء شريك العمر أو حبيب, حتى لو لم يكن لنا شريك أو حبيب بعد.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير؟
تذكر دائما أن شراءك ملابس أصغر من مقاسك الحالي, لن ينقص وزنك أو يجعلك نحيفاً أو ذكياً أو أكثر جاذبية, يجب علينا أن نعمل على أنفسنا كي نصبح أفضل ونمتلك المميزات التي نحلم بها, ليس شراء الملابس الغالية أو الحديثة أو التي مقاسها اصغر هي وحدها فقط من يقربنا إلى المستقبل الهانئ والسعيد الذي نحلم به.
5. تأثير الشراء المحفز
أنت تمر بيوم عصيب وقد عودت نفسك حين تكون بهذا المزاج السيء المرور على متجرك المفضل لشراء أي شيء, أو ربما عودت نفسك أن تشتري شيئا لك بعد حصولك على ترقية أو إنجاز عمل ما, لكن السعادة التي سيحققها شراءك سلعة ما ستتبخر أسرع مما تتوقع, وستنسى السلعة التي اشتريتها, أو قد يجعلك هذا محبطاً لأنك قد صرفت مبلغاً طائلاً على هذه السلعة التي انتهيت مؤخراً من شراءها من أحد مركز التسوق.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير؟
عليك أن تعلم بان الشراء المحفز هو افتقار للعواطف الايجابية, حاول إيجاد عمل يساعدك على محاربة المزاج السيئ الباعث على الضجر أو التوتر.
6. تأثير حيل متاجر التجزئة اللاشعورية
من الموسيقى الجميلة إلى استخدام الألوان الدافئة وفواحة الروائح الذكية, كل هذا يؤثر علينا لا شعوريا عندما ندخل تلك المراكز لنتسوق لشراء شيء ما, المكان مكيف بشكل يشعرك بالراحة والاسترخاء, والنوافذ مغطاة كي لا نرى الوقت في الخارج, حينها لا نشعر بالوقت ونبدأ بالتسوق ولا نريد أن ننتهي.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير؟
إن أردت أن تذهب لتسوق لا تذهب وأنت جائعاً, وارتدي سماعات الإذن وشغل موسيقاك الخاصة أو أي شيء يفصلك عن الأجواء التي يصنعونها لك, تلك أفضل الطرق لتبقى بعيداً عن حيل مراكز التسوق.
7. تأثير التنزيلات والعروض
هذه إحدى أهم الأسباب التي تجعل الكثير من الناس تعمل على شراء الكثير من السلع التي لا حاجة لهم بها, مثل اشتري اثنتين واحصل على الثالثة, أو خصم 50% على هذه السلعة لا تفوت العرض, يبدو هذا مفيداً ومشجعا ولكنه في النهاية ترى نفسك اشتريت أشياء لا تحتاجها.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير؟
حدد الفراغ المناسب الذي تحتفظ فيه بأغراضك داخل الخزانة, عليك بتعين خزانة محددة لكل ملابسك مع ضرورة أن لا تكون مزدحمة بالملابس.
 |
| خدع تستخدمها المتاجر ومراكز التسوق لحثك على الشراء |
8. تأثير البضائع الرخيصة
الكثير منا قد يشتري سلعا رخيصة فقط لأنها رخيصة, لكن الفائدة مع الأسف تكون وهمية, مثال بنطال الجينز ذات النوعية الممتازة يخدمنا لسنوات, بينما البنطال الرخيص لا يلبث أن يبلى ويتمزق بسرعة, وسوف نضطر حينها شراء واحد آخر أو اثنين ربما في المدة التي قد يقضيها البنطال الممتاز.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير؟
بتوفيرك للمال جراء شرائك سلعة رخيصة ولكنها رديئة, يجعلك تنفق الكثير من الأموال لاحقاً على الإصلاح وربما شراء سلعة أخرى بدلا منها في المستقبل, لهذا عند شراءك أي شيء من أحد مراكز التسوق التجارية عليك الانتباه للجودة قبل اهتمامك بالسعر, هناك مقولة تقول" اشتري سلعة جيدة أو قد تضطر لشراء اثنتين سيئتين".
9. تأثير مساعدو التسوق المُقنعون
أغلب مساعدي التسوق ومن خلال تجاربهم يعرفون كيف يكسبون ثقتك بسرعة, وقد يجعلونك واثقاً من أن سلعةٍ ما ليست مناسبة أو جيدة لك بينما الأخرى جيدة ومناسبة لك, هم يعرفون نوعية كل سلعهم جيداً وسيعرفون ما تحلم به, لهذا قد يقنعوك بشراء عشرة فانيلات بينما كنت قبلها تريد شراء واحدة فقط لاقتنائها.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير؟
ضع في بالك ماذا تريد شراءه قبل النزول للتسوق, ابحث عن معلومات أوسع عن السلعة التي تريد اقتنائها وذلك عن طريق الانترنت أو منافسين مشابهين, من أفضل فرائس مساعدي التسوق هم الزبائن اللذين لا يعرفون ماذا يريدون وليس لديهم معلومات عن السلعة التي يريدون شراءها, هؤلاء من السهل خدعهم وإقناعهم بشراء أي شيء يريده مساعدي التسوق,
هناك حل آخر هو إن أردت الذهاب للتسوق, فحاول أن تكون برفقة صديق لأنه من الصعب على مساعدي التسوق التأثير على شخصين برفقة بعضهما.
10. تأثير الخوف
نحن نخاف بلا شك لسبب ما أو بلا سبب أحيانا, أدمغتنا تعودت أن تعمل بهذه الطريقة, عندما نشتري مثلا سلعة ما لم نخطط لشرائها, نفكر حينها أننا ربما قد لا نملك المال الكافي لشراء هذه السلعة في الزيارة القادمة لأحد مراكز التسوق, لهذا نتخذ القرار بشرائها الآن, السبب الآخر قد يكون هو أحد والديك حين كنت تريد أن يشتروا لك شيء ما يقولون لك "لا" عندما كنت طفلا.
كيف يمكننا مقاومة هذا التأثير؟
تخيل انك سوف ترحل أو تسافر إلى بلد أخرى, ترى ما هي الأشياء التي ستأخذها معك حينها؟ ليس الكثير من الأشياء أليس كذلك, ستقول هذه أشياء احتاجها والباقي ليس ضروري, من الأفضل لك إنفاق مالك على السفر وحضور بعض الفعاليات المهمة, والتي ربما ستجلب لك الكثير من العواطف الجميلة والفرح.
الى هنا انتهينا أتمنى أن تكون قد فهمت تلك الحيل والخدع التي يمارسها علينا أصحاب مراكز التسوق لشراء سلع لا لزوم لها, في المرة القادمة إن ذهبت الى أحد مراكز التسوق حاول ان تكون منتبهاً جيداً وأن تشتري ما تحتاجه فقط كي توفر الكثير من الاموال.
إقرأ أيضاً: كيف تنجح في تسويق منتجاتك بسهولة
إقرأ أيضاً: ماذا تعني البقرة البنفسجية في فن التسويق الذكي
المحرر / أهلا وسهلا بكم