لماذا نحب الأشرار دون أن ندري؟
moohim | لكل شيء مهم moohim | لكل شيء مهم
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

المحرر / أهلا وسهلا بكم

لماذا نحب الأشرار دون أن ندري؟

جاذبية الأشرار
جاذبية الأشرار

الإنسان بطبعه يميل إلى نصرة المستضعف, فكيف يكون الأمر حين يكون الشرير هو المستضعف في الرواية, وكيف لا تحب أن لا تراه منتصراً. عندما ترى شريراً ذو النوايا الحسنة قد اضطرته الظروف للشر لأجل عائلته مثلاً ماذا عساك أن تفعل حينها غير أن تشعر بالأسى تجاهه, وحتى أننا ربما قد نتخيل أحد أفراد عائلتنا أو أصدقائنا يرتكبون أفعالاً مماثلة ذات طابع شرير لأجل من يحبونهم, وجهات النظر هنا أيضاً قد تحكمنا


لماذا نحب الأشرار؟


الإجابة على هذا السؤال ربما لأننا نجد فيهم شيئًا مختلفًا ومثيرًا عن غيرهم من الأخيار، لهم أبعاد ودوافع تجعلنا نفهمهم ونقبلهم؛ في حين كانوا في الماضي مجرد رموز للشر البسيط، يريدون تخريب العالم دون سبب.

فالأشرار الذين نشاهدهم في السينما اليوم يحملون صفات تجذبنا إليهم، سواء كان ذلك في غموضهم أو سرهم. نحن نحب الأشرار لأنهم يوقظون فينا فضولًا وإعجابًا، وربما حتى تعاطفًا. هؤلاء الأشخاص يستخدمون المنطق والعقل لإقناعنا بأفكارهم، ويظهرون لنا جانبًا آخر من الحقيقة هذا ما يجعلهم مُلهمين وجذابين لنا. فهل هذه الأسباب التي تجعلنا نقع في حبهم تعني أننا نعاني من متلازمة ستوكهولم ؟

ما هي متلازمة ستوكهولم؟

حالة نفسية تتعاطف فيها الضحية مع الجاني وتشكل مشاعر حب تجاهه تخالف مشاعر الرعب والخوف المتوقعة من الضحية, وبرغم من المتلازمة مرتبطة بحالة الاختطاف فإنها تنطبق أحيانا على العلاقات والأشخاص المؤذيين والأشرار ,هذا الجانب الغريب من النفس البشرية يعلمه الكثير من الكتاب والروائيين, فيلعبون بهذا الكرت في أفلامهم ورواياتهم.


لماذا نحب الأشرار & لماذا نحب الأشرار أكثر من الأخيار؟ & لماذا نحب الأشرار ونتعاطف معهم & لماذا نحب أشرار السينما & لماذا أصبحنا نحب الأشرار
جاذبية الأشرار في أفلام السينما


عوامل نفسية تفسر جاذبية الشر في الأدب والسينما


في الواقع نرى أن الأشخاص السيئين يمتلكون قدرة نفسية على استخدام الآخرين لمنفعتهم. تجعلنا الرؤية الاجتماعية هذه نظن أن الأشرار يحصلون على ما يريدون دائماً، رغم أن هناك الكثير من الأشخاص الطيبين ينجحون في الحياة. في الحقيقة، هذا الانطباع بأنّ الأشرار يتفوقون يرجع جزئياً إلى قبولنا للسلوكيات السيئة وعدم تدخلنا.

أما الأفلام السينمائية فإنها تظهر لنا البطل الشجاع بصورةٍ تجعله لأن يكون محبوباً ولكنه مملاً، بينما الشرير الذي يغير الموازين هو الذي يجذب اهتمامنا وهذا يكمن في عدة أسباب.


أولاً: ماضي الشخصية المؤلم


كل الأشرار في العالم لم يرغبوا أن يكونوا كذلك, لكن شيئا ما في ماضيهم دفعهم للشر, القصص المؤلمة التي تسكن ماضي هذه الشخصيات تجعل الكثير من الناس تتعاطف معها وتضع لها التبريرات.

لهذا نشعر بالتعاطف مع ماضيهم الذي شوه نفوسهم وجعلهم يسعون إلى تخريب كل ما هو جميل وهادئ. الكاتب يبذل جهدًا لإظهار دوافع الشخصية الشريرة التي تنبع من تجارب درامية ومؤلمة على المستوى النفسي. هذه التجارب تغير في نظرتها إلى نفسها وإلى العالم، وتجعلها ترفض الواقع وتحلم بواقع آخر يخضع لإرادتها. نحن كقراء نجد أنفسنا متأثرين بتلك القصص، حتى لو كانت في عالم خيالي، لأنها تحمل معانٍ تتصل بعالمنا الحقيقي، وتجعلنا ندخل في عالم الشخصية ونفهمها أكثر.


ثانياً: كاريزما الشخصية


ربما لأننا ننجذب إلى شخصياتهم الساحرة والغامضة والمختلفة، التي تعكس رؤية متشائمة ومتطرفة للواقع. الشخصية الشريرة تلفت انتباهنا بظهورها المُثير والمُخيف، الذي يوحي بأنها ستقوم بأشياء غير متوقعة وستغير مجرى الأحداث. وراء هذا الظهور، يوجد ماضٍ مُؤلم أو مُحرّض أثّر في شخصيتها وجعلها تكره العالم وتسعى إلى تدميره أو تغييره. نحن كقراء  أو مشاهدين لهذه الأفلام نشعر بالفضول والتعاطف مع تلك الشخصية، ونستمع إلى كلامها الذي يلامس نقاط ضعفنا ويُظهر لنا جانبًا آخر من الحقيقة. هؤلاء الأشخاص يستخدمون المنطق والعقل لإقناعنا بأفكارهم، لذلك نحبهم ونتابعهم.


ثالثاً: القوة وعدم الخوف


غالبا ما يظهر الشرير قوياً يحطم كل ما يراه وواثقاً لا يهاب أحداً, وهذا ما يحتاجه غالبية الناس الذين رغم مكابرتهم يقعون في لحظات خوف وقلق ورعب.

نحن نحب الأشرار لأننا نشعر بالإعجاب بشخصياتهم القوية والجريئة، التي تسعى إلى تحقيق مبادئها وأهدافها بكل وسيلة ممكنة. تلك الشخصيات تمتلك ثقة عالية بالنفس، تجعلها تواجه كل من يقف في طريقها أو يحاول إحباطها. نحن نحب تلك الشخصيات لأنها تعطينا أملاً وتحفيزاً لنكون أقوياء ومصممين على ما نريد، حتى لو كان العالم كله ضدنا.


رابعاً: المحاربة لأجل ما يريد


الشرير يشبه الناس في سعيهم نحو الهدف بكل ما يملكون ولا تنثني عزيمتهم أمام شيء, هذه العقدة تربط الشرير بغالبية الناس, لكن الفرق الوحيد أنه لا يتراجع عن هدفه إذا أحبط أحدهم مشروعه, ويكمل طريقه حتى النهاية ولو كان فيها موته.

نحب الأشرار لأننا نشاركهم الإصرار على تحقيق الهدف الذي يعتبرونه مبدأً لحياتهم، ولا يسمحون لأحد أن يوقفهم أو يحبطهم. فالشخصية الشريرة تعبر عن رغبتنا في تغيير العالم بحسب رؤيتنا الخاصة، وتواجه كل من يعارضها أو ينكرها. نحن نحب الشخصية الشريرة لأنها تعطينا ثقة بالنفس وتجعلنا نشعر بالفخر بما نؤمن به. حتى لو ماتت، تموت وهي تدافع عن هويتها ومبدأها وهدفها, هذه الأسباب تجعلها مُلهمة وجذابة لنا.


خامساً: شخصية واقعية


الأخيار يسعون للكمال ولبناء المدينة الفاضلة وهذا يبني حاجزاً بين الناس وبينهم, أما الأشرار فلديهم جوانب مظلمة كتلك التي يملكها البشر, يعيشون بواقعية ويفكرون بمنطقية.

لماذا نحب الأشرار & لماذا نحب الأشرار أكثر من الأخيار؟ & لماذا نحب الأشرار ونتعاطف معهم & لماذا نحب أشرار السينما & لماذا أصبحنا نحب الأشرار
شخصية الأشرار في السينما والتلفزيون

في حياتنا الواقعية نجد أن أغلب الأشخاص تنجذب إلى من يمتلك صفات جسدية مميزة وسمات شخصية قوية, لهذا نجد جاذبية الأشرار قوية كونهم في أغلبهم يتمتعون بخصائص جسدية قوية وشخصية تميزهم عن غيرهم من البشر, هذا يفسر لنا لماذا النساء أكثر انجذاباً للرجل الشرير, لان طبيعة المرأة تبحث دائما عن شخصاً يوفر لها الحماية ويعتني بها, ودائما ما يكون على استعداد للقتال من أجلها.


ولكن يبقى السؤال في نهاية هذه المقالة, هل ما تقدمه أفلام السينما والتلفزيون شيء صحيحاً عن الواقع, إذا ما اعتبرنا أنها تلعب دور كبيراً في تشكيل المفاهيم التي تؤثر على أفكار مشهديها بحيث نجعلنا نميل بدون وعي إلى حب الأشرار والدفاع عنهم.

عن الكاتب

مدير التحرير علاء إرشي "جودة" كاتب ومصمم محتوى مستقل حاصل على شهادات جامعية في الإعلام والعلاقات العامة, أعمل حالياً في التصميم والتدوين الإلكتروني والكتابة الإبداعية والأدبية والتسويق الإلكتروني والتحليل الرقمي وإدارة الصفحات الإلكترونية ومالك حصري لموقع moohim.com

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

moohim | لكل شيء مهم