تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية

مخاوف من سيطرة الروبوتات على البشرية

الذكاء الاصطناعي بين  الخيال والواقع

في عالم يفاجئنا كل يوم بالتطورات التقنية والإبداع, نجد أنفسنا أمام مستقبل مليء بالتحديات والمفاجئات المثيرة, سنجد في الأيام القادمة كيف يمكن أن يتحد البشر مع الآلات المتقنة بالذكاء الاصطناعي.

إن ما نشاهده اليوم يخبرنا كيف سيكون المستقبل بعد أن اندلعت ثورة الذكاء الاصطناعي بشكل لم يتخيله العقل, إلا في أفلام الخيال العلمي ويطرح الكثير من التساؤلات. في هذه المقالة التي بين أيدينا سنتناول تأثير الذكاء الاصطناعي وكيف يتداخل مع حياتنا اليومية، وسنستكشف إن كان هذا التقدم التكنولوجي الهائل سيكون شريكًا مفيدًا للبشرية أم تهديدًا يستحق القلق.

يذكر أن العالم "ستيفن هوكنج" "إيلون ماسك" عبروا مؤخراً عن قلقهم إزاء هذا التطور الكبير الذي شهده الذكاء الاصطناعي مؤخراً, والقدرات الاستثنائية التي يمكن أن تحملها هذه الروبوتات. فهل سيتكمن البشر والآلات المبنية على الذكاء الاصطناعي من التعايش معاً جنباً إلى جنب لتصبح الحياة أكثر رفاهية في المستقبل؟ أم أننا سنجد أنفسنا في مواجهة تحديات غير مسبوقة؟

مستقبل البشر مع الروبوتات الذكية

تعريف الذكاء الاصطناعي وتطوره

مصطلح الذكاء الاصطناعي يعني أن جهاز ما أو آلة من خلق البشر تستطيع أن تقلد جزء كبير من القدرات الذهنية للبشر, حين نحس بأن جهاز أو آلة يتعامل معنا مثلما يتعامل الإنسان بما يمتلك من قدرة فكرية أو جزء من القدرة الفكرية, فهذا يعتبر ضمن الذكاء الاصطناعي.

دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية

اليوم نستطيع أن ندرك بأن الذكاء الاصطناعي الذي بنيت عليه فكرة "الروبوتات" موجودة في كل ما يحيط بنا في هذه الحياة, برنامج الورد الذي أنتجته شركة ميكروسوفت مثلا يستطيع أن يصحح لنا الأخطاء الإملائية, أو متصفح جوجل مثلا يقدم لنا العديد من الخيارات عن الشيء الذي نبحث عنه وحلول مقترحة كذلك, كما يوجد الآن خاصية في الإيميل "البريد الالكتروني" يقدم لنا ردود سريعة بناء على الكلام المكتوب في الإيميل, كأن البرنامج يقرأ الرسالة ويفهم ما تحتوي ويجهز الردود المناسبة.

روبوت صوفيا

التحديات والمخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي

وطبعا هناك أنواع من الذكاء الاصطناعي مثل روبوت صوفيا, وهي من الأنواع التي عملت على تطويره شركة "Hanson Robotics" مثل ما رأيناها على شاشات التلفاز استطاع روبرت صوفيا ذات الذكاء الاصطناعي المتطور أن تجاوب على الكثير من الأسئلة, وكذلك أظهرت تفاعلها عبر إيماءات وجهها مقلدة ذكاء البشر, لم تقف قدراتها إلى هذا الحد بل ما زال مصمميها يعملون على تطويرها بشكل مستمر, عدى أنها مبرمجة على تطوير ذاتها مثل البشر. لا شك بأننا مقبلين على مستقبل سنشاهد الروبوتات والقائم عملها على الذكاء الاصطناعي القوي في حياتنا كثيراً بل ربما تسيطر عليها, وتفعل ما يفعله البشر بل ربما أكثر من ذلك.

أنواع الذكاء الاصطناعي وفروقاتها

هناك نوعين من الذكاء الاصطناعي, منه الذي يوصف بالضعيف ومنه الذي يوصف بالقوي, الضعيف يستطيع أن يقلد جزء محدود جدا من ذكاء البشر مثل برنامج الورد والإيميل "البريد الالكتروني" كما ذكرنا والآلات الحاسبة القديمة وهؤلاء ليس بالأهمية الكبيرة, نظراً لان ذكاءهما محدود ولا يوجد خوف منهما.

الذكاء الاصطناعي القوي وهذه الأجهزة المبرمجة بهذا الذكاء, لديها القدرة على أن تفكر تتعلم تتخذ القرارات مثل البشر الى حدٍ كبير.

الروبوتات ستتمكن من اتخاذ القرارات بمفردها

هل الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا حقيقيًا على البشرية؟

في مقابلة أجريت مع أحد مصممي روبرت صوفياً وصف الأمر بشكل أثار الكثير من الرعب, حيث قال بأن النسخ الأخرى اللذين يعملون عليها المشابهة لروبرت صوفيا, كلها سيكون لديها بنك معلومات موحد, بمعني أنهم سيكون بمقدورهم مشاركة كافة المعلومات المكتسبة والتجارب والخبرات فيما بينهم, ويستطيعون التطور بشكل رهيب بمعزل عن تدخل البشر.

أي بمجرد الاحتكاك مع البشر مع بعض المعلومات المتوفرة على الانترنت فإن وجود الآلاف من هذه الروبوتات بذكائها الاصطناعي القوي, فإن كل هذه المعلومات مجتمعة والتي تستطيع اكتسابها عن اللغات والأديان والعادات والتاريخ الخ, فإنها تستطيع عبر تقدمها أن تأخذ القرارات من ذاتها, وهذا ما يخيف الكثير من العلماء من تطوير قدرتها وتمكنها من السيطرة على حياة البشر.

الربوتات تهدد البشرية

الضوابط الأخلاقية والقوانين اللازمة لتنظيم الذكاء الاصطناعي

ويبقى السؤال: ماذا لو بدأت الروبوتات الذكية, أو الذكاء الاصطناعي بشكل عام يشكل تهديداً للبشرية على كوكب الأرض؟

وفقاً لما ذكرته إحدى الصحف العلمية أن البشر على الأرض يقتلون بعضهم سنوياً بما يقارب 475 الف شخص. أي ما يقارب نصف مليون إنسان, في حروب وصراعات وأمراض لا تنتهي. ليس هذا فقط بل يهددون أيضاً حياة كل مخلوق على وجه الأرض, بنشر الغازات السامة والملوثات الكيميائية ما ينتج عن ذلك إفساد للبيئة والمناخ, الحقيقة المؤسفة التي اصبح أغلبنا يدركها أننا أصبحنا نشكل تهديداً قوياً على بقاء كوكب الأرض, بما تصنع أيدينا. غير ملتفتين لما أنتجه ذلك من زيادة الاحتباس الحراري واضطرابات المناخ التي تزداد عام بعد عام. وفي المقابل نستمر في ابتكار تكنولوجيا جديدة من روبوتات ذكية, وتطوير الذكاء الاصطناعي بما يفوق قدرة عقولنا. فماذا سيحدث عندما تستيقظ هذه الآلات على حقيقة وجودها، وترى ما يفعله البشر بأنفسهم وبالعالم؟ هل ستحاول إنقاذ الإنسانية من نفسها، أم ستحكم على أنها خطر على الحياة والكون؟

الذكاء الاصطناعي ورحلة المستقبل

الدور المحوري للبشر في توجيه تقدم الذكاء الاصطناعي

لا شك أن الذكاء الاصطناعي هو من أعظم الاختراعات التي شهدها العصر الحديث، ولكنه أيضاً من أخطرها إذا لم يتم التحكم فيه بحكمة وعدالة. فالروبوتات الذكية والذكاء الاصطناعي بشكل عام يمتلك قوى هائلة تفوق قوى البشر في كثير من المجالات، وتستطيع أن تغير مصير الإنسانية بشكل جذري، سواء للأفضل أو للأسوأ. ولهذا علينا أن نضع حدوداً وضوابط لهذا الذكاء الاصطناعي، وأن نضمن أن تكون خدمة للإنسان، وليس عدوة له. فالإنسان هو صاحب الإرادة والقيم والأهداف، ولا يجوز أن يخضع لسلطة آلة لا تفهم معنى الحياة والموت. لذا، دعونا نستفيد من الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، ونحمي كياننا وحقوقنا ومستقبلنا من أي تهديد محتمل.

إقرأ أيضاً: مايكروسوفت تقرر توظيف الروبوتات بدل البشر في الايام القادمة 

إقرأ أيضاً: حقائق جديدة عن الأكوان المتعددة وكيفية السفر عبر الزمن