الملاجئ النووية في سويسرا عالم مثير للدهشة تحت الأرض
moohim | لكل شيء مهم moohim | لكل شيء مهم
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

المحرر / أهلا وسهلا بكم

الملاجئ النووية في سويسرا عالم مثير للدهشة تحت الأرض

الملاجئ النووية في سويسرا & ملاجئ تحت الأرض & مخابئ سويسرا & مخابئ سويسرا تحت الأرض



هل تتخيل أن تستيقظ ذات يوم على صوت صافرات الإنذار, ونشرات الإخبار العاجلة تفيد أن حرباً نووية قد اندلعت, وأن لديك ربما دقائق معدودة فقط للهروب أنت وعائلتك من الموت؟

هذا السيناريو الذي ربما قد يواجهه ملايين البشر على الأرض في حال حدوث صراع عالمي يستخدم فيه الأسلحة النووية أو الكيميائية. ولكن هناك دولة واحدة قد تكون مستعدة لهذا اليوم الأسود: إنها دولة سويسرا.

فسويسرا, التي تشتهر بالحياد, قامت منذ عقود ببناء أكبر شبكة من الملاجئ النووية السرية في العالم, تحت جبالها ومدنها ومنازلها أيضاً.

ملاجئ يوم القيامة في سويسرا


وفقاً لتقارير إعلامية فإن سويسرا تمتلك أكثر من 300 ألف ملجأ خاص وعام, تستطيع تلك الملاجئ حماية نحو 8.6 مليون نسمة, أي كامل سكان البلد, هذه الملاجئ النووية مزودة بأنظمة تهوية وتبريد وتدفئة وإضاءة واتصالات, كما أنها محصنة ضد الانفجارات النووية والأشعة الضارة والغازات السامة.

ولهذا السبب فإن كنت ضيفاً على أحد السويسريين, فلا تستغرب إذا رأيت في منزله باباً معدنياً يؤدي إلى نفق مظلم. فهذا ليس مخبأ لجاسوس أو لرجل يعمل في المخابرات, بل هو مخرج طوارئ يضمن له ولعائلته البقاء على قيد الحياة في حال اندلاع حرب نووية. فسويسرا تخطط منذ سنين طويلة لإنقاذ شعبها من الانقراض, وإعادة بناء الحضارة على الأرض بعد أي كارثة نووية قد تحدث على الأرض, لهذا تسمى بملاجئ يوم القيامة.

الملاجئ النووية في سويسرا عالم مثير للدهشة تحت الأرض


مدن كاملة تحت الارض؟

تستطيع اليوم سويسرا حماية 85% من سكانها, إذا تعرضوا لهجوم نووي ضمن ملاجئ مجهزة تحت الأرض, ويوجد بها مواد غذائية وملابس معقمة ومكان للنوم ومستشفيات وإسعافات طبية, كما يوجد حوالي 7000 صافرة إنذار منتشرة في جميع المدن والقرى لتحذير السكان في حالات الطوارئ, كما عملت السلطات السويسرية على توزيع أقراص يوديد البوتاسيوم على سكانها والتي توفر الحماية من الإشعاعات النووية, كما تلزم الحكومة السويسرية أصحاب المجمعات السكنية بتجهيز ملاجئ للمساكن الجديدة, ووفرت لمواطنيها تدريبات على الحوادث النووية.

حيث قامت سويسرا منذ أمد بعيد بحفر دولة تحت الأرض تتضمن مجموعة خنادق وممرات متشابكة تقطع سويسرا من شمالها لجنوبها ومن شرقها إلى غربها, لتصل بين شبكة واسعة من الملاجئ النووية والمخابئ السرية ضد القنابل النووية فتشكل تلك الملاجئ الملاذ الآمن لكافة سكان سويسرا, مع بقاء شواغر في هذه الملاجئ تكفي عدد سكان مدينة كبرا في أوروبا.

وعلى الرغم من توقف بعض الملاجئ الآن، لا يزال القانون السويسري ينص على أنه يجب "ضمان ملجأ لكل مقيم في سويسرا بالقرب من مكان إقامته"

هذا يعني أن كل فرد من السكان لا يزال يضمن المأوى في حالة حدوث انفجار نووي. إذا حان الوقت ، فسيتم الكشف عن أقرب ملجأ لك من خلال نظام الإنذارات وصفارات الإنذار ، وكذلك من خلال تطبيق AlertSwiss على هاتفك المحمول .

حيث يلزم القانون في سويسرا كل مبني سكنى أن يحتوي على مأوى نووي يصمد أمام انفجار من مسافة 700متر إضافة إلى امتلاك الدولة سلسلة ملاجئ نووية منذ الستينات, بينها اكبر ملجأ نووي في العالم ويتسع وحده لعشرات الآلاف وذلك في حال إذا كان أحد السويسريين خارج منزله لحظة وقوع الكارثة, ما يجعل سويسرا الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك عالم مدهشا تحت الأرض.

سويسرا بلد الملاجئ النووية


الملاجئ النووية في سويسرا عالم مثير للدهشة تحت الأرض

بدأت سويسرا بتنفيذ أكبر شبكة سراديب يمكن أن يحفرها الإنسان تحت الأرض, فباتت تتشكل من ممرات تحتية تمتد 100 كيلو وتعبر البلاد من جهة إلى جهة من دون ترك أي إمكانية لملاحظة أي اثر لهذه الشبكة الجوفية من على سطح الأرض, قبل أن تشكل تلك الملاجئ النووية سويسرا أخرى مثيرة للدهشة من على عمق عشرات الأمتار.

حيث يبدأ كل ملجأ بنظام تهوية ومؤمن بفلتر مصفاة مضاد للغازات, ويوصد الملجأ بباب سميك محصن ومقاوم للانفجارات النووية, وفي الداخل توجد كل التجهيزات لبقاء المحتمين بالملاجئ على قيد الحياة لأشهرٍ طويلة مع وجود طعام ذو صلاحية طويلة, إضافة للنبيذ والكتب ووسائل الإنارة والتدفئة وألبسة نظيفة.

وضمن تلك الملاجئ النووية المدهشة في سويسرا توجد مستودعات الطعام الفردية, ومستشفيات تحت الأرض يمكن الوصول إليها من أي ملجأ, إضافة لمصنع كهرومائي هو الوحيد في أوروبا لتأمين المياه تحت الأرض. 

ولكن هذا الذي ذكرناه ليس كل الحقيقة، فهناك أيضاً ملاجئ سرية جداً تُخفي العديد من المخابئ التي تضم الأسلحة العسكرية والذهب والأوراق المالية, إنها سويسرا تحت الأرض، عالم متكامل ومدهش.

متى بدأت سويسرا  حفر الملاجئ النووية تحت الأرض


الملاجئ النووية في سويسرا عالم مثير للدهشة تحت الأرض

بدأت حكاية دولة سويسرا في حفر هذه الملاجئ من فكرة الحماية المدنية عندما شرعت البلاد بنهج بناء الملاجئ المضادة للأسلحة النووية في النصف الثاني من ستينات القرن العشرين, في إطار التهديدات النووية وشبح الغزو السوفيتي, وساد حينها شعار (الحياد لا يحمي من خطر الإشعاعات).

ثم وصل بناء الملاجئ إلى ذروته في منتصف السبعينات, إذ ينص القانون الفيدرالي السويسري بوجوب وجود ملجأ لكل مواطن قريب منه ويمكنه الوصول إليه خلال فترة وجيزة, ما يعني أن على كل مالك يريد أن يبني وحدة سكنية أن يقوم بتجهيزها بالملاجئ النووية ولوازمها,

وحتى عام 2006م بلغ في سويسرا مجموع الملاجئ الملحقة بالمساكن والمدارس والمستشفيات 360 الف ملجئ إضافة إلى 2,300 ملجئ عام بتكلفة إجمالية تصل إلى 12 مليار دولار, ليصل العدد الإجمالي الذي يمكن استيعابه إلى 9 ملايين شخص, أي ما يمثل نحو 114% في المائة من التعداد السكاني السويسري, ما يمكن منظومة الملاجئ النووية من استضافة سكان من دول أخرى أيضاً.

ومازالت تفتخر سويسرا حتى اليوم بنفق سونينبيرج في مدينة لوسيرن, إذ كان باستطاعته أن يؤوي نحو 200 ألف شخص, ويوجد في هذا النفق الذي افتتح نحو عام 1976م سبع طوابق تحتوي على مستشفى وغرفة للعمليات وأستوديو للإذاعة ومقر للقيادة.

لكن سويسرا عادات لتفكك بنية النفق عام 2006م جراء إشكاليات فنية, بينها أن أبوابه التي تزن 350 طن ويبلغ سمكها مترا ونصف المتر تعرضت لعطل حال دون إغلاقها جيداً, إضافة للخوف من التسبب بمشاكل نفسية لمواطني سويسرا حال اجتمع 100 ألف شخص في مكان واحد في ظل ظروف خارجية تهدد الحياة.

ومع نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي توقع الجميع توقف سويسرا عن بناء الملاجئ أو إلغائها أسوة بدول مثل النرويج, إلا أن الحكومة بعد تحليل الوضع رفضت وقف أو إلغاء الملاجئ النووية, جراء استمرار خطر اندلاع حرب نووية أو تنفيذ هجمات إرهابية بأسلحة نووية, أو في حال حدوث كوارث طبيعية أو حوادث كيماوية, ما يتيح لكل السويسريين النجاة بحياتهم, ويجعل سويسرا مستقبل الحياة على الأرض.


الملاجئ النووية في سويسرا عالم مثير للدهشة تحت الأرض

ويبدو أن تعلق السويسريين بالملاجئ النووية والمخابئ السرية المثيرة للدهشة ليس حكرا على المدنيين, إذ أن سويسرا البلد المحايد الذي يملك جيشاً لم يدخل أي نزاع مسلح منذ أكثر من 150 عام يمتلك منشآت عسكرية مخبئة بعناية على امتداد جبال الألب السويسرية, بحيث تندمج هذه المخابئ الحربية مع التضاريس الطبيعية المحيطة بها, فبعضها مموه على شكل صخور ضخمة وبعضها على هيئة فيلات وقصور هادئة أو حظائر قد تفتح في حالة الطوارئ, لتكشف عن أحدث أنواع الأسلحة التي ستتكفل بإبادة أي جيش يقترب منها, كما عمدت سويسرا إلى تسخير الكهوف الضخمة في الجبال وتحويلها إلى مخابئ سرية على الجانب الجبلي, لتعمل كقواعد جوية مخصصة مع مرائب للطائرات.

وبنظر إلى سويسرا كدولة محايدة ومسالمة تشتهر بصنع الساعات و الشوكولاتة والجبن وتكديس الأموال. يبدو من الغريب أنها تمتلك واحداً من اكبر الجيوش على مقياس التعداد السكاني بوجود 200 ألف عسكري نشط و3.6مليون جندي احتياطي مع حقيقة أن كل مواطن يقل عمره عن 34عام هو جندي احتياطي.

كما يسمح للجنود أيضاً بان يأخذوا أسلحتهم الفردية معهم إلى منازلهم, ما يعني انه إذا فكر أي احد في غزو سويسرا سوف يجد شعب مدججا بسلاح, وإذا ما قصفت الأرض بالأسلحة النووية سيعيش السويسريون بعدها ربما ليستعمرونا الأرض.

وبهذا تبرز سويسرا كدولة فريدة من نوعها في العالم، التي تضع الأمن والسلامة على رأس أولوياتها. ورغم أن الحرب النووية تبدو سيناريو بعيد المنال، إلا أن سويسرا تفضل أن تكون مستعدة لأسوأ الاحتمالات، وتحمي شعبها من أي خطر نووي قد يهدده. ولعل هذا هو سر نجاحها وازدهارها في ظل عالم مضطرب ومتغير.

بعض المصادر: iamexpat   Step News


عن الكاتب

مدير التحرير علاء إرشي "جودة" كاتب ومصمم محتوى مستقل حاصل على شهادات جامعية في الإعلام والعلاقات العامة, أعمل حالياً في التصميم والتدوين الإلكتروني والكتابة الإبداعية والأدبية والتسويق الإلكتروني والتحليل الرقمي وإدارة الصفحات الإلكترونية ومالك حصري لموقع moohim.com

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

moohim | لكل شيء مهم